اختفاء "حل الدولتين"..

استطلاع: تشدد في المواقف بين الفلسطينيين والإسرائيليين حول التوصل لتسوية دائمة

تابعنا على:   16:12 2023-07-29

أمد/ تل أبيب:  أظهر استطلاع، أن دعم حل الدولتين انخفض بين الفلسطينيين والإسرائيليين إلى الثلث من قبل الفلسطينيين والإسرائيليين، إلى جانب تزايد المعارضة للبنود التفصيلية لاتفاق سلام دائم لتنفيذ حل الدولتين. 

وأوضح الاستطلاع، أن عدد اليهود الإسرائيليين الذين يؤيدون دولة واحدة غير متكافئة تحت الحكم الإسرائيلي أكثر بقليل من أولئك الذين يدعمون حل الدولتين. 

وأضافت، أن كل من الفلسطينيين والإسرائيليين يفضلان الدولتين على أي إطار ديمقراطي آخر لحل الصراع. يمكن لأزواج من الحوافز المتبادلة أن ترفع الدعم إلى حد ما على كلا الجانبين ، مما يُظهر بعض المرونة خاصة بين الإسرائيليين. لكن الثقة تتراجع إلى نقاط منخفضة جديدة ، وأغلبية الفلسطينيين يرفضون أربعة إجراءات مقترحة لبناء الثقة ، بينما يوافق غالبية الإسرائيليين على نصفها.

وأجرى الاستطلاع،، "النبض الفلسطيني الإسرائيلي، وهو استطلاع مشترك" أجراه المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية (PSR) في رام الله والبرنامج الدولي لحل النزاعات والوساطة في جامعة تل أبيب ، بتمويل من المكتب التمثيلي الهولندي في رام الله والمكتب التمثيلي لليابان في فلسطين من خلال برنامج الأمم المتحدة الإنمائي / برنامج مساعدة الشعب الفلسطيني. وأجري الاستطلاع المشترك في كانون الأول (ديسمبر) 2022.

وحسب الاستطلاع، انخفض التأييد لحل الدولتين بشكل كبير بين الفلسطينيين واليهود الإسرائيليين ، من 43٪ في سبتمبر 2020 إلى 33٪ بين الفلسطينيين ، و 34٪ بين اليهود الإسرائيليين. 

وأضاف الاستطلاع، أن ثلثي الفلسطينيين و 53٪ من اليهود الإسرائيليين يعارضون حل الدولتين، بينما عرب إسرائيل لا يزال التأييد ثابتًا عند 60٪ والمعارضة عند 21٪، رغم أن هذا أقل بكثير من دعمهم تاريخيًا، قبل عام.

نتائج الاستطلاع حسب المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية (PSR) في رام الله والبرنامج الدولي لحل النزاعات والوساطة في جامعة تل أبيب

ينخفض التأييد لحل الدولتين بين الفلسطينيين والإسرائيليين اليهود من 43% في إيلول (سبتمبر) 2020 إلى 33% بين الفلسطينيين و34% بين الإسرائيليين اليهود. أما بين كافة الإسرائيليين، يهوداً وعرباً، فتبلغ نسبة التأييد 39%. هذه النسبة للتأييد هي الأكثر انخفاضاً التي تم تسجيلها منذ بدء العمل على نبض الرأي العام في حزيران (يونيو) 2016. رغم ذلك، فإن نسباً أقل من ذلك تؤيد حلين بديلين هما حل الدولة الواحدة الديمقراطية التي يتمتع فيها الطرفان بالمساواة وحل الدولة الواحدة الذي لا يتمتع فيه الطرفان بالمساواة.  لكن بين الإسرائيليين اليهود تفوق نسبة التأييد لحل الدولة الواحدة التي لا يتمتع فيها الفلسطينيون بالمساواة نسبة التأييد لحل الدولتين.

وسألنا عن التأييد لفكرة قيام كونفدرالية بين دولتي فلسطين وإسرائيل. تراوحت نسبة التأييد لهذه الفكرة بين الصعود والهبوط خلال السنوات القليلة الماضية. بين الجمهور الإسرائيلي ارتفع التأييد وهبط في الفترة من 2016 مروراً بعامي 2017 و2018 ثم هبط ليصل الآن لأقل مما كان عليه في 2016، حيث يصل لنسبة 28%. أما بين الفلسطينيين فإن التأييد للفكرة ارتفع وهبط أيضاً منذ 2016 ليعود الآن للهبوط لنسبة تبلغ 22%. قمنا في الاستطلاع الراهن لأول مرة بفحص التأييد والمعارضة لخمسة مكونات رئيسية لفكرة الكونفدرالية، مثل حرية الحركة، الجنسية والإقامة للاجئين والمستوطنين، الترتيبات المتعلقة بالقدس، وقيام سلطات مشتركة للشؤون المدنية. لم تتعدى نسبة التأييد لأي من هذه المكونات أكثر من 30% بين الإسرائيليين اليهود والفلسطينيين مع استثناء واحد قام فيه نصف الإسرائيليين اليهود بتأييد البند المتعلق بتشكيل سلطات مشتركة للشؤون المدنية. لكن نسبة التأييد للفكرة كرزمة واحدة بلغت الأغلبية بين الإسرائيليين العرب الذين أيدت غالبيتهم أيضاً كافة المكونات باستثناء واحدة منها انخفضت نسبة تأييدها عن النصف بقليل، وقد جاء هذا التأييد معبراً عن توجهاً عاماً بين الإسرائيليين العرب بتأييد كافة الحلول الديمقراطية للصراع.

عرضنا على الطرفين رزمة حل سلام دائم تفصيلية مشابهة لما عرضنا عليهم في أيلول (سبتمبر 2020 و2018 وهي رزمة معدلة بعض الشيء عن الرزمة التي قدمناها للجمهور خمس مرات خلال الفترة بين 2016 و2018. تظهر النتائج انخفاضاً طفيفاً في نسبة التأييد بين الفلسطينيين من 27% إلى 26% في عام 2022 وذلك مقارنة مع 42% في منتصف 2018. لكن الهبوط في تأييد الحل بين الإسرائيليين اليهود أكبر من ذلك، من 36% في 2020 إلى 31% في هذا الاستطلاع، وذلك مقارنة مع 45% في منتصف 2018. لكن التأييد لرزمة حل السلام الدائم هذه ترتفع بين الإسرائيليين العرب من 49% قبل سنتين إلى 62% اليوم. بالمجمل تبلغ نسبة التأييد الإسرائيلي، عرباً ويهوداً، 37%. اشتملت هذه الخطة على قيام دولة فلسطينية غير مسلحة، وانسحاب إسرائيلي إلى الخط الأخضر أو حدود عام 1967 مع تبادل متساو للأراضي، وجمع شمل في إسرائيل لمائة ألف من اللاجئين الفلسطينيين، وتكون القدس الغربية عاصمة لإسرائيل والقدس الشرقية عاصمة لفلسطين، ويكون الحي اليهودي وحائط المبكى تحت السيادة الإسرائيلية والأحياء الإسلامية والمسيحية والحرم الشريف تحت السيادة الفلسطينية، وتكون كل من إسرائيل والدولة الفلسطينية المستقبلية دولتين ديمقراطيتين؛ ويكون الاتفاق الثنائي جزءاً من اتفاق عربي أوسع مع كل الدول العربية؛ وتضمن الولايات المتحدة ودول عربية رئيسية تنفيذاً كاملاً للاتفاق من قبل الطرفين، وينتهي الصراع وتنتهي المطالب. تعارض هذه الرزمة نسبة من 54% من كافة الإسرائيليين، و62% بين الإسرائيليين اليهود، و72% بين الفلسطينيين.

قمنا بفحص التأثير المحتمل لمجموعة من الحوافز المتبادلة التي كنا قد فحصناها سابقاً والتي تشتمل على تقديم تنازلات متبادلة من كل طرف للآخر. قمنا بتصميم سبعة أزواج مزدوجة يحصل فيها كل طرف على تنازل يرغب فيه مقابل موافقته على تنازل يرغب الطرف الآخر في الحصول عليه. كانت هذه هي المرة الثالثة التي قمنا فيها بهذه التجربة. في التجربة الراهنة قمنا بالحفاظ على الحوافز المزدوجة التي أظهرت نجاحاً في تغيير المواقف بين الفلسطينيين والإسرائيليين اليهود تجاه رزمة الحل الدائم وقمنا بتبديل تلك الحوافز التي لم تكن ناجحة. أظهرت التجربة السابقة في أيلول (سبتمبر) 2020 نجاحاً بين الإسرائيليين اليهود لمعظم الحوافز الستة ولكن نصف هذه الحوافز فقط كانت ناجحة بين الفلسطينيين. تظهر التجربة الراهنة فرصاً عالية للنجاح بين الجمهور من الطرفين، لكن نسبة النجاح بقيت أعلى بين الجمهور الإسرائيلي اليهودي، حيث نجحت خمسة من سبعة حوافز مزدوجة في زيادة نسبة التأييد لرزمة الحل الدائم فيما نجح حافزان مزدوجان فقط في زيادة نسبة التأييد للرزمة بين الفلسطينيين. نتيجة لذلك تمكن حافزان مزدوجان من رفع مستوى التأييد للرزمة بين الإسرائيليين اليهود للأغلبية بينما لم تنجح أي من هذه الحوافز المزدوجة في تحقيق تلك الأغلبية بين الفلسطينيين.

فحص الاستطلاع لأول مرة مدى التأييد والمعارضة لأربع خطوات متبادلة لبناء الثقة. لم يحصل أي من هذه الخطوات على تأييد الأغلبية في الجانب الفلسطيني. أما في الجانب الإسرائيلي اليهودي فإن اثنتان منها، تتعلقان بالإجراءات الأمنية الفلسطينية مقابل وقف الاقتحامات الإسرائيلية للمنطقة (أ)، ومسألة التعديلات في الكتب المدرسية الفلسطينية مقابل إجراء الانتخابات الفلسطينية في القدس الشرقية، حيث حصلتا على تأييد حوالي النصف.

عند عرض مجموعة من الخيارات لما ينبغي أن يحدث الآن في الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، تختار نسبة من 31% من الفلسطينيين (29% في الضفة الغربية 34% في قطاع غزة) و30% من الإسرائيليين اليهود الخيار القائل بالتوصل لاتفاق سلام. تشكل هذه النتائج انخفاضا في نسبة تأييد التوصل لاتفاق سلام بين الجمهور الفلسطيني والإسرائيلي مقارنة مع النسبة السابقة التي بلغت 34% و41% على التوالي، وذلك في استطلاعنا المشترك السابق في 2020. اختارت نسبة من 40% من الفلسطينيين (مقارنة مع 37% في 2020) خيار شن صراع مسلح ضد الاحتلال الإسرائيلي، فيما اختارت نسبة من 26% من الإسرائيليين اليهود خيار شن حرب حاسمة ضد الفلسطينيين، وذلك مقارنة مع 19% في 2020. 

كما وجدنا في استطلاعات سابقة فإن مستويات الثقة بالطرف الآخر منخفضة جداً حيث تقول نسبة من 86% من الفلسطينيين و85% من الإسرائيليين اليهود أن الطرف الآخر ليس جديراً بالثقة.

وجد الاستطلاع أن كلا الطرفين يريان أنهما الضحايا الحقيقيين في هذا الصراع حيث تقول ذلك نسبة من 84% من الفلسطينيين و84% من الإسرائيليين اليهود. كما أن الغالبية العظمى من الفلسطينيين (90%) ونسبة أقل من الإسرائيليين اليهود (63%) تعتقد أن معاناتها تعطيها الحق الأخلاقي في عمل كل ما تراه ضرورياً من أجل الحفاظ على بقائها. كذلك فإن الغالبية العظمى من الطرفين (93% لكل منهما) ترى أنها المالك الحقيقي لهذه الأرض الواقعة بين البحر المتوسط ونهر الأردن. تقبل نسبة تبلغ الثلث من الإسرائيليين اليهود أن للفلسطينيين أيضاً بعض الحق في ملكية هذه الأرض، وتقبل نسبة من 7% فقط من الفلسطينيين بوجود حق في الملكية لليهود أيضاً.

اخر الأخبار